للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا أبو حذيفةَ، قال: ثنا شِبلٌ، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾. إلا بعلَّةٍ كادها اللهُ، فاعْتلَّ بها يوسُفُ (١).

وقولُه: ﴿نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ﴾. اختَلَفَت القرَأَةُ في قراءةِ ذلك، فقرَأه بعضُهم: (نرفع (٢) دَرجاتِ مَن نَشاءُ). بإضافةِ الدرجاتِ إلى "مَن" بمعنى: نَرْفَعُ منازلَ مَن نشاءُ رفْعَ منازله ومَراتبِه في الدنيا، بالعلمِ. على غيرِه، كما رفَعْنا مرتبةَ يوسُفَ في ذلك، ومنزلتَه في الدنيا، على منازلِ إخوتِه ومراتبِهم.

وقرَأ ذلك آخرون: ﴿نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ﴾ بتنوينِ الدرجاتِ (٣)، بمعنى: نَرْفَعُ من نشاءُ مَراتب ودرجاتٍ في العلمِ على غيرِه، كما رفَعْنا يوسُفَ، فمَن على هذه القراءةِ نَصَبَ، وعلى القراءةِ الأولى خَفَضَ. وقد بيَّنا ذلك في سورةِ الأنعامِ.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، قال: قال ابن جُرَيج، قولُه: ﴿نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ﴾. يوسُفُ وإخوتُه أُوتُوا علمًا، فرفَعْنا يوسُفَ فوقَهم (٤) في العلمِ (٥).

وقولُه: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: وفوقَ كلِّ


(١) تقدم تخريجه في ص ٢٦٣.
(٢) في ت ٢: "يرفع". وهى قراءة يعقوب. وينظر النشر ٢/ ٢٢٢، والإتحاف ص ١٦١.
(٣) قراءة التنوين هي قراءة عاصم وحمزة والكسائى وخلف، والباقون بإضافة الدرجات إلى "من". وينظر المصدرين السابقين.
(٤) في ص، ت ٢، ف: "فوقه".
(٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٧، ٢٨ إلى المصنف وابن المنذر وأبى الشيخ.