للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، مثلَ ذلك

حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن خُصيفٍ، عن مجاهدٍ: ﴿تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى﴾. قال: المشركون وأهلُ الكتابِ (١).

وذُكر أنها في قراءةِ عبدِ اللَّهِ: (وَقُلُوبُهُمْ أَشَتُّ) (٢)، بمعنى: أشدُّ تَشَتُّتًا. أي: أشدُّ اختلافًا.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (١٥) كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (١٦)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: مَثَلُ هؤلاءِ اليهودِ مِن بني النَّضيرِ والمنافقين فيما اللَّهُ صانعٌ بهم، من إحلالِ عقوبتِه بهم، ﴿كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾. يقولُ: كَشَبَهِهم.

واختلَف أهلُ التأويلِ في الذين عُنُوا بالذين مِن قَبلِهم؛ فقال بعضُهم: عُنِي بذلك بنو قَيْنُقَاعٍ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابنِ إسحاقَ، عن محمدِ بنِ أبي محمدٍ، عن عكرمةَ أو سعيدِ بنِ جبيرٍ، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾. يعني بني قَيْنُقاعٍ (٣).


(١) ذكره الطوسي في التبيان ٩/ ٥٦٩.
(٢) ذكرها القرطبي في تفسيره ١٨/ ٣٦، وأبو حيان في البحر المحيط ٨/ ٢٥٠. وهي قراءة شاذة. مختصر الشواذ ص ١٥٥.
(٣) ذكره ابن كثير في تفسيره ٨/ ١٠١.