للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قرأةِ الكُوفةِ: ﴿وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ﴾ (١). بمعنى: أَنهم مُعِدُّون مُؤْدُون؛ ذَوُو أَداةٍ وقوَّةٍ وسلاحٍ.

وقرَأ ذلك عامةُ قرأةِ المدينةِ والبصرةِ: (وإنا لجميعٌ حَذِرُون) بغير ألفٍ (٢).

وكان الفراءُ يقولُ (٣): كأَنَّ الحاذرَ الذي يحذَرُك الآن، وكأن الحذِرَ المخلوقُ حَذِرًا، لا تلقاه إلا حَذِرًا.

ومن الحَذِرِ قولُ ابن أحمرَ (٤):

هل أُنْسَأَنْ يومًا إلى غيرِه … إني حواليٌّ وإنى حَذِرْ

والصوابُ من القولِ في ذلك أنهما قراءتانِ مستفِيضتانِ في قرأةِ الأمصارِ متقارِبتا المعنى، فبأيَّتِهما قرَأ القارئُ فمصيبٌ الصوابَ فيه.

وبنحوِ الذي قلْنا في تأويلِ ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابن بشارٍ، [قال: حدَّثني عبدُ الرحمنِ] (٥)، قال: ثنا سفيانُ، عن أبي إسحاقَ، قال: سمعتُ الأسودَ بنَ يزيدَ يقرأُ: ﴿وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ﴾. قال: مُقْوون مُؤْدُون (٦).


(١) وبها قرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي. السبعة لابن مجاهد ص ٤٧١.
(٢) وبها قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو. المصدر السابق.
(٣) معاني القرآن ٢/ ٢٨٠.
(٤) اللسان (ح و ل)، قال: ويقال: للمرار بن منقذ العدوى.
(٥) سقط من ص، م، ت ١، ت ٣.
(٦) تفسير سفيان ص ٢٢٩، وهو تفسير مجاهد ص ٥١٠ من طريق أبي إسحاق به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٨٥ إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم.