للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني المثني، قال: ثنا حجاجٌ، قال: ثنا حمادٌ، عن محمدِ بن إسحاقَ، عن الزهريِّ، عن سنانِ بن أبي سنانٍ، عن أبي واقدٍ الليثيِّ، عن رسولِ اللهِ نحوَه (١).

[حدَّثني المثنى، قال] (٢): حدَّثنا أبو (٣) صالحٍ، قال: ثني الليثُ، قال: ثنى عُقيلٌ، عن ابن شهابٍ، قال: أخبرني سنانُ بنُ أبى سنانٍ الدِّيليُّ، عن أبي واقدٍ الليثيِّ، أنهم خرَجوا مِن مكةَ مع رسولِ اللهِ إلى حُنينٍ. قال: وكان للكفارِ سِدرةٌ يعكُفون عندها ويعلِّقون بها أسلحتَهم، يقالُ لها: ذاتُ أنواطٍ. قال: فمرَرنا بسدرةٍ خضراءَ عظيمةٍ. قال: فقلنا: يا رسولَ اللهِ، اجعل لنا ذاتَ أنواطٍ. قال: "قُلتم والذي نَفْسِي بِيَدِهِ ما قالَ قَوْمُ موسى: اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كمَا لهم آلِهَةٌ. قالَ: إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ. إنَّها السَّنَنُ، لتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كان قَبْلَكُمْ" (٤).

القولُ في تأويلِ قولِه جلّ وعزّ: ﴿إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٣٩)﴾.

وهذا خبرٌ مِن اللهِ جلَّ ثناؤُه عن قِيلِ موسى لقومِه مِن بني إسرائيلَ. يقولُ جلَّ ثناؤُه: قال لهم موسى: إِنَّ هؤلاء العُكُوفَ على هذه الأصنامِ، اللَّهُ مُهلِكُ ما هم فيه مِن العملِ ومفسدُه ومُخْسِرُهم فيه بإثابَتِه إياهم عليه العذابَ المهينَ. ﴿وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ مِن عبادتِهم إياها، فمُضْمَحِلٌّ؛ لأنَّه غيرُ نافِعِهم (٥)


(١) سيرة ابن هشام ٢/ ٤٤٢، وأخرجه الطبراني (٣٢٩٣)، والبيهقى في الدلائل ٥/ ١٢٤ من طريق محمد بن إسحاق به.
(٢) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف.
(٣) في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "ابن"، وكلاهما صواب.
(٤) أخرجه البخاري في تاريخه ٤/ ١٦٢، ١٦٣ عن أبي صالح به مختصرا، وأخرجه أحمد ٥/ ٢١٨ (الميمنية) من طريق الليث به.
(٥) في م: "نافع".