للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كلُّ مكانٍ مُشْرِفٍ مِن الأَرضِ مرتفعٍ، أو طريقٍ، أو وادٍ. ومنه قول ذى الرُّمَّةِ (١):

طِرَاقُ (٢) الخَوافي (٣) مُشْرِفٌ فوقَ ريْعَةٍ … نَدَى لَيْلِه في رِيشِه يَتَرَقْرَقُ (٤)

وقولُ الأعْشَى (٥):

ويَهْمَاءَ (٦) قَفْرٍ تَجَاوَزْتُها … إِذَا خَبَّ (٧) فِي ريعِها آلُهَا (٨)

وفيه لغتانِ: رِيعٌ ورَيْعٌ، بكسرِ الراءِ وفتحِها

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ﴾. يقولُ: بكلِّ شَرَفٍ (٩).


(١) ديوانه ١/ ٤٨٨، وفيه: "واقع" بدلا من: "مشرف".
(٢) طراق: أي بعضه على بعض. المصدر السابق.
(٣) الخوافي: ما دون القوادم من جناح الطائر. المصدر السابق ص ٤٨٩. والقوادم: أربع ريشات في مقدم الجناح، وقيل غير ذلك. ينظر اللسان (ق د م).
(٤) يترقرق: يجئ ويذهب. الديوان ص ٤٨٩.
(٥) ديوانه ص ١٦٣، وروايته هكذا:
وأبيض كالنجم آخيته … وبيداء مطرد آلها
قطعت إذا خب ريعانها … ونطق بالهول أغفالها
(٦) اليهماء: مفازة لا ماء فيها ولا يسمع فيها صوت. اللسان (ى هـ م).
(٧) خب: ارتفع وطال. اللسان (خ ب ب).
(٨) الآل: السراب. اللسان (أول).
(٩) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٧٩٣ من طريق أبي صالح به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٩١ إلى ابن المنذر.