للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ﴾. قال: كايَدهم؛ كانوا يقولون: إن الله ربُّنا ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾ [لقمان: ٢٥]. فلم يَبرأْ مِن ربِّه.

حدَّثنا ابن عبدِ الأعلى، قال: ثنا محمدُ بنُ ثورٍ، عن معمر، عن قتادةَ قولَه: ﴿إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ﴾. يقولُ: إننى برئٌ مما تعبدون إلَّا الذي خَلَقَنِي (١).

حدَّثنا محمدٌ، قال: ثنا أحمدُ، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّدِّيِّ: ﴿إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي﴾. قال: خلَقنى.

وقوله: ﴿وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾. يقولُ جلَّ ثناؤه: وجعلَ قولَه: ﴿إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (٢٦) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي﴾. وهو قولُ: لا إلهَ إلا اللَّهُ - كلمةً باقيةً في عقبهِ، وهم ذُرِّيتُه، فلم يَزَلْ فِي ذُرِّيتِه مَن يقولُ ذلك مِن بعدِه.

وقد اختلَف أهلُ التأويلِ في معنى الكلمةِ التي جعَلها خليلُ الرحمنِ باقيةً في عقبه؛ فقال بعضُهم بنحوِ الذي قلنا في ذلك.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا عبدُ الرحمنِ، قال: ثنا سفيانُ، عن ليثٍ، عن مجاهد: ﴿وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾. قال: لا إله إلا اللَّهُ (٢).


(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٩٥ عن معمر به.
(٢) تفسير الثوري ص ٢٧٠، وأخرجه الفريابي - كما في تغليق التعليق ٤/ ٣٠٦ - من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٦ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.