للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾. قال: لأصحابِ محمدٍ (١).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابنِ جريجٍ، عن مجاهدٍ مثلَه.

وقيل: ﴿فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ﴾. والخطابُ في أوّلِ الكلامِ قد جَرَى لواحدٍ، وذلك قولُه: ﴿قُلْ فَأْتُوا﴾. ولم يقُلْ: فإن لم يستجيبوا لك. على نحوِ ما قد بَيَّنا قبلُ من خطابِ رئيسِ القومِ وصاحبِ أمرِهم، أن العربَ تُخْرِجُ خطابَه أحيانًا مخرَجَ خطابِ الجميعِ، إذا كان خطابُه [خطابًا لأتْباعِه] (٢) وجندِه، وأحيانًا مخرجَ خطابِ الواحدِ، إذا كان في نفسِه واحدًا.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (١٥)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: من كان يُريدُ بعملِه الحياةَ الدنيا، وإيَّاها (٣) وزينتها يطلبُ به، نُوَفِّ إليهم أجورَ أعمالِهم فيها وثوابَها، ﴿وَهُمْ فِيهَا﴾. يقولُ: وهم في الدنيا، ﴿لَا يُبْخَسُونَ﴾. يقولُ: لا يُنْقَصون أجرَها، ولكنهم يُوَفَّونه فيها.

وبنحوِ الذي قلنا في تأويلِ ذلك قال أهلُ التأويلِ.


(١) تفسير مجاهد ص ٣٨٥، ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ٢٠١٠، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٢٣ إلى أبي الشيخ.
(٢) في م: "خطاب الأتباع".
(٣) في م: "أثاثها".