للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ﴾: يُعزِّى نبيَّه كما تَسْمَعون، يقولُ: ﴿كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (٥٢)(١) [الذاريات: ٥٢].

حدَّثنا محمدٌ، قال: ثنا أحمدُ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ في قولِه: ﴿مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ﴾. قال: ما يَقُولون إلا ما قد قال المشرِكون للرسلِ من قبلِك (٢).

وقولُه: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ﴾. يقولُ: إن ربَّك لذو مغفرةٍ لذنوبِ التائبين إليه من ذنوبِهم، بالصفحِ عنهم، ﴿وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ﴾. يقولُ: وهو ذو عقابٍ مؤلمٍ لمن أصرَّ على كفرِه وذنوبِه، فمات على الإصرارِ على ذلك قبلَ التوبةِ منه.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (٤٤)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: ولو جعَلْنا هذا القرآنَ الذي أنزَلْناه يا محمدُ أعجميًّا، لقال قومُك من قريشٍ: ﴿لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ﴾. يعني: هلَّا بُيِّنتْ أدلتُه وما فيه من آيةٍ، فنَفْقَهَه ونعلمَ ما هو وما فيه. ﴿أَأَعْجَمِيٌّ﴾؟ يعنى أنهم كانوا يَقُولون إنكارًا له: أأعجميٌّ هذا القرآنُ ولسانُ الذي أُنزِل عليه عربيٌّ؟!


(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٨٨ عن معمر عن قتادة بنحوه، وعزاه السيوطي في الدر المنثور إلى عبد بن حميد مختصرا.
(٢) ذكره الطوسى في التبيان ٩/ ١٣٠، وابن كثير في تفسيره ٧/ ١٧١.