للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: ثنى نافعٌ، عن عبد الله، قال: قال رسول الله : "أَخْبِرُونِي بشجرةٍ كَمَثَلِ الرجل المسلمِ، تُؤتى أُكُلَها كُلَّ حِينٍ، لا يَتَحاتُّ (١) وَرَقُها". قال: فوقع في نفسى أنها النخلةُ، فكرهتُ أن أتكلَّمَ، وثَمَّ أبو بكرٍ وعمرُ، فَلَمَّا لم يتكلموا قال رسولُ اللَّهِ : "هي النخلة" (٢).

حدثنا الحسنُ، قال: ثنا محمدُ بنُ الصَّبَّاح، قال: ثنا إسماعيل، عن عبيد الله، عن نافع نافع، عن ابن عمرَ، عن النبي نحوه.

واختلف أهل التأويل في معنى الحينِ الذي ذكره اللَّهُ ﷿ في هذا الموضعِ، فقال: ﴿تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ﴾؛ فقال بعضُهم: معناه: تؤتى أُكُلَها كُلَّ غَدَاةٍ وعَشِيَّةٍ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدثنا الحسن بن محمد، قال: ثنا أبو معاوية، قال: ثنا الأعمش، عن أبي ظَبْيانَ، عن ابن عباس، قال: الحِين قد يكونُ غُدْوةً وعَشِيَّةً (٣).

حدثنا الحسنُ بن محمد، قال: ثنا محمدُ بنُ عُبيدٍ، قال: ثنا الأعمش، عن أبي ظَبْيانَ، عن ابن عباسٍ في قوله: ﴿تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾. قال:


(١) يتحاتُّ: الحت والانحتات والتَّحات والتَّحتحُتُ: سقوط الورق عن الغصن وغيره. تاج العروس (ح ت ت).
(٢) أخرجه البخارى (٦١٤٤)، وفي الأدب المفرد (٣٦٠) - وجاء نحوه مطولًا فيهما، وبلفظ: "تحت" - ومحمد بن نصر المروزيُّ في تعظيم قدر الصلاة (٧٧٠) نحوه مطولًا، والرامهرمزي في الأمثال ص ٦٩ بنحوه، وابن منده في الإيمان (١٨٧) مطولًا، من طريق يحيى به. وأخرجه البخارى (٤٦٩٨)، ومسلم (٦٤/ ٢٨١١) من طريق عبيد الله به نحوه مطولًا.
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة ص ٤٧ (القسم الأول من الجزء الرابع)، وابن حزم في المحلى ٨/ ٤٣٠، والبيهقي ١٠/ ٦١ من طريق أبي معاوية به.