للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والخاتمُ والخضابُ. فلا بأس به. قال: والزوج له فَضْلٌ، والآباءٌ من وراء الرجُل لهم فَضْلٌ، قال: والآخرون يتفاضلون، قال: وهذا كلُّه يجمعُه ما ظهر من الزينة. قال: وكان أزواج النبيِّ لا يحتجِبْنَ من المماليك (١).

وقوله: ﴿وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ﴾ من الرجال والنساء. وقال آخرون: من النساء.

وقوله: ﴿وَاتَّقِينَ اللَّهَ﴾. يقولُ: وخِفْنَ اللَّهَ أَيها النساءُ أن تتعدَيْنَ ما حَدَّ اللَّهُ لكُنَّ، فتُبْدِين من زينتكُنَّ ما ليس لكُنَّ أن تبدِينَه، أو تَترُكن الحجاب الذي أمَرَكُنَّ اللَّه بلزومه، إلا فيما أباح لكُنَّ تركه، والْزَمْنَ طاعته. ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا﴾. يقول تعالى ذكره: إن الله شاهدٌ على ما تفعَلْنَه من احتجابِكُنَّ، وترككُنَّ الحجاب لمن أَبَحْتُ لكُنَّ ترك ذلك له، وغير ذلك من أمورِكُنَّ، يقولُ: فاتَّقِينَ اللَّهَ في أَنفُسِكُنَّ؛ لا تلقينَ اللَّهَ وهو شاهد عليكم بمعصيته، وخلافِ أمرِه، ونَهيِه، فتَهْلِكنَ، فإنه شاهدٌ على كلِّ شيءٍ.

القولُ في تأويل قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (٥٦)﴾.

يقول تعالى ذكره: إن الله وملائكته يُبرِّكون على النبيِّ محمدٍ .

كما حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ﴾. يقولُ: يُبَرِّكون (٢) على النبي (٣).


(١) ذكره أبو حيان في البحر المحيط ٧/ ٢٤٨ مختصرًا.
(٢) في م: "يباركون".
(٣) علقه البخارى (٨/ ٥٣٢ - فتح)، وذكره ابن حجر في تغليق التعليق ٤/ ٢٨٦ عن المصنف، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢١٥ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.