للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قومٌ إذا عقَدوا عَقْدًا لجارِهمُ … شدُّوا العِنَاجَ (١) وشدُّوا فَوْقَه الكَرَبَا (٢)

وذلك إذا واثَقه (٣) على أمرٍ وعاهَده عليه عهدًا بالوفاءِ له بما عاقَده عليه، من أمانٍ أو (٤) ذمَّةٍ، أو نصرةٍ، أو نكاحٍ، أو بيعٍ، أو شَرِكةٍ، أو غيرِ ذلك من العقودِ.

ذكرُ من قال المعنى الذى ذكَرنا عمَّن قاله في المرادِ من قولِه: ﴿أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾.

حدثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾. أى: بعقدِ (٥) الجاهليةِ. ذُكِر لنا أن نبيَّ اللهِ كان يقولُ: "أَوْفُوا بعقدِ الجاهليةِ، ولا تُحْدِثوا عقدًا في الإسلامِ " (٦). وذُكِر لنا أن فُرَاتَ بنَ حَيَّانَ العِجْليَّ سأل رسولَ اللهِ عن حِلْفِ الجاهليةِ، فقال نبىُّ اللهِ : "لعلَّك تسألُ عن حِلْفِ [لَخْمٍ وتَيْمِ اللهِ] (٧) فقال: نعم يا نبىَّ اللهِ.


(١) العناج: خيط خفيف يشد في إحدى آذان الدلو الخفيفة إلى العرقوة - خشبة معروضة على الدلو - التاج (ع ن ج).
(٢) الكرب: الحبل الذي يشد على الدلو بعد المَنِين، وهو الحبل الأول، فإذا انقطع المَنِين، بقى الكرب. التاج (ك ر ب).
(٣) في الأصل: "وافقه".
(٤) في م: "و".
(٥) في الأصل: "بعهد".
(٦) عزاه السيوطى في الدر المنثور ٢/ ٢٥٣ إلى المصنف وابن المنذر. تقدم المرفوع في ٦/ ٦٨٣ وما بعدها نحو ذلك.
(٧) في الأصل: "لجيم وتيم اللات". وفي مصدر التخريج: "لخم وتميم". ولخم: حى من جذام، وقيل: حى من اليمن ومنهم كانت ملوك العرب فى الجاهلية وهم آل عمرو بن عدى بن نصر اللخمى.
وقيل: ملوك لخم كانوا نزلوا الحيرة، وهم آل المنذر. وتيم الله: حى من بكر بن وائل، يقال لهم اللهازم، وهو تيم بن ثعلبة بن عُكابة، ومعنى تيم الله: عبد الله. من قولهم: تيمه الحب. أى عبده وذلله. أما تيم اللات - وهم المقصودون هنا - فهى تيم اللات بن ثعلبة بطن من الخزرج، وقد سماهم النبى تيم الله. اللسان (ل خ م، ت ى م)، معجم قبائل العرب ١/ ١٣٩.