للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العالمين من فصلٍ (١) بين العبادِ، قال: أنتم قومٌ أخْرَجَتْكُم حَسَناتُكُم مِن النارِ، ولم تُدْخِلْكم الجنةَ، فأنتم عُتَقائى، فارْعَوْا مِن الجنةِ حيث شئتُم" (٢).

القول في تأويل قوله جل وعزَّ: ﴿يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ﴾.

يقول تعالى ذكره: وعلى الأعراف رجالٌ يعرفون أهل الجنة بسيماهم، وذلك بياضُ وجوههم، ونضرة النعيم عليها، ويعرفون أهل النار كذلك بسيماهم، وذلك سَوادُ وجوههم، وزُرْقةُ أعينهم، فإذا رأَوْا أهل الجنة نادَوْا أن سلامٌ عليكم.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليّ بن أبى طلحة، عن ابن عباس قوله: ﴿وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ [يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ﴾. قال] (٣): يَعْرِفون أهل النارِ بسَوادِ الوجوه، وأهل الجنة ببياض الوجوه (٤).

حدثني محمد بن سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ: ﴿وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ﴾. قال: أَنْزَلَهم اللَّهُ بتلك المنزلة ليعرفوا [من في] (٥) الجنة والنار، وليَعْرفوا أهل النار بسوادِ الوجوه، ويَتَعَوَّذوا باللَّهِ أَن يَجْعَلَهم مع القوم الظالمين، وهم في ذلك يُحَيُّون أهل الجنة بالسلام، لم


(١) في م: "فصله".
(٢) تفسير سنيد - كما في تفسير ابن كثير ٣/ ٤١٦ - وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤٨٥ (٨٥٠٠) من طريق جرير به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٨٧ إلى ابن المنذر.
(٣) سقط من: الأصل.
(٤) سيأتي تخريجه في ص ٢٣١.
(٥) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "أهل".