للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً﴾. قال: لسانَ صدقٍ (١).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاجٌ، عن ابنِ جريجٍ، عن مجاهدٍ مثلَه.

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً﴾: فليس مِن أهلِ دينٍ إلا يَتَوَلَّاه ويَرْضاه (٢).

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٢٣) إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١٢٤)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه لنبيِّه محمدٍ : ثم أوْحَيْنا إليك يا محمدُ، وقلْنا لك: اتَّبِعْ ملةَ إبراهيمَ الحنيفيةَ المسلمةَ، ﴿حَنِيفًا﴾. يقولُ: مسلمًا على الدينِ الذي كان عليه إبراهيمُ، بريئًا من الأوثانِ والأندادِ التي يَعْبُدُها قومُك، كما كان إبراهيمُ تبرَّأ منها.

وقولُه: ﴿إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: ما فرَض اللهُ أيُّها الناسُ تعظيمَ يومِ السبتِ إلا على الذين اخْتَلَفوا فيه؛ فقال بعضُهم: هو أعظمُ الأيامِ؛ لأن اللهَ تعالى فرَغ مِن خلقِ الأشياءِ يومَ الجمعةِ، ثم سبَت يومَ السبتِ. وقال آخرون: بل أعظمُ الأيامِ يومُ الأحدِ؛ لأنه اليومُ الذى ابْتَدَأ اللهُ فيه فى (٣)


(١) تفسير مجاهد ص ٤٢٧، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٤/ ١٣٤ إلى المصنف وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٢) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٤/ ١٣٤ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٣) سقط من: م.