للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكرُ من قال ذلك

حُدِّثْتُ عن المِنْجابِ، قال: حدَّثنا بشرُ بنُ عُمارةَ، عن أبى رَوْقٍ، عن الضَّحَّاكِ، عن ابنِ عباسٍ في قولِه: ﴿الطُّورَ﴾ قال: الطورُ مِن الجبالِ ما أنْبَت، وما لم يُنْبِتْ فليس بطُورٍ (١).

القولُ في تأويلِ قولِه جلَّ ثناؤُه: ﴿خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ﴾.

اخْتَلَف أهلُ العربيةِ في تأويلِ ذلك؛ فقال بعضُ نحويِّى البصرةِ: هو مما اسْتُغنِى بدلالةِ الظاهرِ المذكورِ عما تُرِك ذكرُه منه (٢)، وذلك أن معنى الكلامِ: ورفَعْنا فوقَكم الطُّورَ، وقلْنا لكم: خُذُوا ما آتَيْناكم بقوةٍ، وإلا قذَفْناه عليكم.

وقال بعضُ نحويِّى الكوفةِ: أخْذُ الميثاقِ قولٌ، فلا حاجةَ بالكلامِ إلى إضمارِ قولٍ فيه، فيكونَ مِن كلامَيْن، غيرَ أنه يَنْبَغِى لكلِّ ما خالَف القولَ مِن الكلامِ الذى هو بمعنى القولِ أن تكونَ معه "أن"، كما قال تعالى ذكرُه: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ﴾ [نوح: ١]. قال: ويجوزُ بحذْفِ (٣) "أن".

قال أبو جعفرٍ: والصوابُ من القولِ في ذلك عندَنا أن كلَّ كلامٍ نُطِق به، مفهومٌ به معنى ما أُرِيد منه (٤)، ففيه الكِفايةُ مِن غيرِه.

ويعنى بقولِه: ﴿خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ﴾: ما أمَرْناكم به في التَّوْراةِ. وأصلُ الإيتاءِ الإعطاءُ.


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ١٢٩ (٦٥١) عن أبي زرعة، عن المنجاب به.
(٢) سقط من: ت ١، ت ٢، ت ٣، وفى م: "له".
(٣) في م: "أن تحذف".
(٤) سقط من: الأصل، م، ت ١، ت ٢.