للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حُدِّثْتُ عن عمارٍ، قال: ثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الربيعِ، قال: مَرَّ عليها عُزَيرٌ وقد خرَّبها بُخْتُنَصَّرَ (١).

حدَّثني موسى بنُ هارونَ، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّدِّيِّ: ﴿وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا﴾ يقولُ: ساقِطةٌ على سُقُفِها (٢).

القولُ في تأويلِ قولِه جلَّ ثناؤُه: ﴿أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ﴾.

ومعنَى ذلك فيما ذُكِر (٣)، أن قائلَه لما مَرَّ ببيتِ المقدسِ، أو بالموضعِ الذي ذكَر اللَّهُ أنه مَرَّ به خرابًا بعدَ ما عهِده عامِرًا، قال: أنَّى يُحْيِي هذه اللَّهُ بَعْدَ خرابِها؟ (٤). فقال بعضُهم: كان قِيلُه ما قال مِن ذلك شَكًّا في قدرةِ اللَّهِ على إحيائِه، فأراه اللَّهُ قدرتَه على ذلك، بضَرْبِه المَثَلَ له في نفسِه، ثم أراه الموضعَ الذي أنكَر قدرتَه على عِمارتِه وإحيائِه أحيا (٥) ما أراه (٦) قبلَ خرابِه، وأعْمَرَ ما كان قبلَ خرابِه، وذلك أن قائلَ ذلك كان - فيما ذُكِر لنا - عهِده عامرًا بأهلِه وسُكّانِه، ثم رآه خاويًا على عُرُوشِه، قد باد أهلُه، وشَتَّتَهم القتلُ والسَّباءُ، فلم يَبْقَ منهم بذلك المكانِ أحدٌ، وخَرِبت منازلُهم ودُورُهم، فلم يَبْقَ فيها إلا الأثرُ، فلمّا رآه كذلك بعدَ الحالِ التي عهِده عليها،


(١) تقدم تخريجه في ص ٥٨٣.
(٢) أخرجه بن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٥٠١ عقب الأثر (٢٦٤٧) من طريق عمرو بن حماد به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٣٣٣ إلى المصنف.
(٣) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "ذكرت".
(٤) في م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "موتها".
(٥) أحيا ما أراه: على التفضيل وليس على الفعلية، أي: كأحيا ما أراه. وقد عُطف عليه بعدُ: وأعمر ما كان قبل خرابه.
(٦) في م: "رآه".