للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن إعادتِه في هذا الموضعِ (١).

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (٧٥) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (٧٦)﴾.

يعنى جلَّ ثناؤُه بقولِه: ﴿قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ﴾: قال الجماعةُ الذين اسْتَكْبَرُوا مِن قومِ صالحٍ عن اتِّباعِ صالحٍ، والإيمانِ باللهِ وبه، ﴿لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا﴾. يعنى: لأهلِ المَسْكَنةِ مِن تُبَّاعِ صالحٍ، والمؤمنين به منهم، دونَ ذَوِى شرفِهم، وأهلِ السُّؤْدَدِ منهم: ﴿أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ﴾. أَرْسَله اللهُ إلينا وإليكم؟ قال الذين آمَنوا بصالحٍ مِن المستَضَعَفين منهم: إنَّا بما أَرْسَل اللهُ به صالحًا مِن الحقِّ والهدى مؤمنون. يقولُ: مُصَدِّقون، مُقِرُّون أَنه مِن عندِ اللهِ، وأن الله أمَره (٢) به، وعن أمرِ الله دعانا صالحٌ إليه،

﴿قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا﴾ عن أمرِ اللهِ وأمرِ رسولِه صالحٍ: ﴿إِنَّا﴾ أَيُّها القومُ ﴿بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ﴾. يقولُ: صدَّقْتُم به مِن نبوةِ صالحٍ، وأن الذي جاء به حقٌّ مِن عندِ اللهِ، ﴿كَافِرُونَ﴾. يقولُ: جاحِدون مُنْكِرون، لا نُصَدِّقُ به ولا نُقِرُّ.

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَاصَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (٧٧)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: فعقَرت ثمودُ [ناقةَ اللهِ] (٣) التي جعَلها (٤) لهم آيةً،


(١) ينظر ما تقدم في ١/ ٢٩٩.
(٢) في م، ت ٢: "أمر".
(٣) في م، ت ٣: "الناقة".
(٤) بعده في م، ت: "الله".