للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمَركم فينا بشيءٍ، ﴿إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ﴾. [يقولُ: ما أنتم في شيءٍ إلا أنكم تكذِبون] (١) في قِيلِكم أنكم إلينا مرسلون،

﴿قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ﴾. يقولُ: قال الرسلُ: ربُّنا يعلَمُ إنا إليكم لمرسلون فيما دَعَوْناكم إليه، وإنا لصادقون،

﴿وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾. يقولُ: وما علينا إلا أن نبلِّغكم رسالةَ اللَّهِ التي أَرْسَلنا بها إليكم، بلاغًا يبين لكم أنا أَبْلَغنا كموها، فإن قبِلتموها فحظَّ أنفسِكم تُصيبون، وإن لم تقبَلوها فقد أدَّينا ما علينا، واللهُ وليُّ الحكمِ فيه.

القولُ في تأويلِ قولهِ تعالى: ﴿قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (١٨)﴾.

قال أبو جعفرٍ : يقولُ تعالى ذكرُه: قال أصحابُ القريةِ للرسلِ: ﴿إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ﴾: يعنون: إنا تشاءَمنا بكم، فإن أصابَنا بلاءٌ فمن أجلِكم.

كما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ﴾: قالوا: إن أصابَنا شر، فإنما هو من أجلِكم (٢).

وقولُه: ﴿لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ﴾. يقولُ: لئن لم تنتهوا عما ذكَرتم من أنكم أُرْسِلتم إلينا بالبراءةِ من آلهتِنا والنهيِ عن عبادتِنا، ﴿لَنَرْجُمَنَّكُمْ﴾. قيل: عنى بذلك لنَرْجُمَنَّكم بالحجارةِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا


(١) سقط من: م، ت ١.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٤١، عن معمر عن قتادة، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٦١ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.