للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عَدْنٍ﴾. قال: هي مدينةُ الجنةِ، فيها الرسلُ والأنبياءً والشهداءُ وأئمةُ الهُدَى، والناسُ حولَهم بعدُ، والجناتُ حولَها (١).

وقيل: إنه اسمُ نهرٍ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حُدِّثتُ عن المُحارِبيِّ، عن واصلِ بن السائبِ الرَّقَاشِيِّ، عن عطاءٍ، قال: ﴿عَدْنٍ﴾ نهرٌ في الجنةِ، جناتُه على حافتَيه (٢).

وأما قولُه: ﴿وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾. فإن معناه: ورضا اللهِ عنهم أكبرُ من ذلك كلِّه. وبذلك جاء الخبرُ عن رسول اللهِ .

حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا سُوَيدٌ، قال: أخبَرنا ابن المباركِ، عن مالكِ بن أنسٍ، عن زيدِ بن أسلمَ، عن عطاءِ بن يسارٍ، عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ، قال: قال رسولُ اللهِ : إن الله يقولُ لأهلِ الجنةِ: يا أهلَ الجنةِ. فيقولون: لَبَّيْكَ ربَّنا وسَعْدَيك. فيقولُ: هل رَضِيتُم؟ فيقولون: وما لنا لا نَرْضَى، وقد أعْطَيْتَنا ما لم تُعْطِ أحدًا مِن خَلْقِك؟ فيقولُ: أنا أُعْطِيكم أفضلَ مِن ذلك. قالوا: ياربَّ، وأيُّ شيءٍ أفضلُ مِن ذلك؟ قال: أُحِلُّ عليكم رِضْوانى فلا أسْخَطُ عليكم بعده أبدًا" (٣).


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٥٧ إلى المصنف وأبى الشيخ، وذكره ابن كثير في تفسيره ٤/ ٣٧٣ وعزاه إلى المصنف.
(٢) ذكره البغوي ٤/ ٧٣ في تفسيره.
(٣) أخرجه ابن المبارك في الزهد (٤٣٠ - زوائد نعيم)، ومن طريقه أحمد ١٨/ ٣٤٨ (١١٨٣٥)، والبخارى (٦٥٤٩)، ومسلم (٢٨٢٩)، والترمذى (٢٥٥٥)، والنسائى في الكبرى (٧٧٤٩)، وابن منده في الإيمان (٨١٩)، وأبو نعيم في الحلية ٦/ ٣٤٢، ٨/ ١٨٤، والبيهقى في البعث (٤٩٠)، و في الأسماء والصفات (١٠٥٤)، وأخرجه البخارى (٧٥١٨)، ومسلم (٢٨٢٩)، وابن حبان (٧٤٤٠)، وابن منده في الإيمان (٨١٩)، وأبو نعيم في الحلية ٦/ ٣٤٢، والبيهقى في البعث (٤٩٠)، وفي الأسماء والصفات (٤٧٤)، والبغوى (٤٣٩٤) من طريق مالك به.