للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والآخرُ، أن يكونَ مصدرًا أدَّى (١) عن الجميعِ، كما يقالُ: رجلٌ صَوْمٌ، وقَوْمٌ صَوْمٌ، ورجلٌ فِطْرٌ، وقومٌ فِطرٌ، ونسوةٌ فِطْرٌ.

وقد قيل: إن قولَه: ﴿إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا﴾. إنما هو: إلا مَن كان يهودِيًّا. ولكنَّه حُذِفَت الياءُ الزائدةُ، ورجَع إلى الفعلِ من اليهوديةِ. وقيل: إنه في قراءةِ أُبيٍّ: (إلا من كان يهوديًّا أو نصرانيًّا) (٢).

وقد بَيَّنّا فيما مضَى معنى النصارَى، ولِمَ سُمِّيَت بذلك وجُمِعت كذلك، بما أَغْنَى عن إعادتِه (٣).

وأما قولُه: ﴿تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ﴾. فإنه خبرٌ من اللهِ تعالى ذكرُه عن قولِ الذين قالوا: ﴿لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى﴾. أنه أمانيُّ منهم يَتَمَنَّوْنها على اللهِ، بغيرِ حقٍّ ولا حُجَّةٍ ولا برهانٍ، ولا يقينِ علمٍ بصحةِ ما يَدَّعون، ولكنْ بادِّعاءِ الأباطيلِ وأمانيِّ النفوسِ الكاذبةِ.

كما حدَّثنا بشرُ بنُ مُعاذٍ، قال: ثنا يزيدُ بنُ زُريعٍ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ﴾: أمانيُّ يَتَمَنَّوْنها على اللهِ كاذبةٌ (٤).

وحدثني المثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا ابنُ أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الربيعِ: ﴿تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ﴾. قال: أمانيُّ تَمنَّوْا على اللهِ بغيرِ الحقِّ (٥).

القولُ في تأويلِ قولِه جلَّ ثناؤُه: ﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١١١)﴾.


(١) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٢) معانى القرآن للفراء ١/ ٧٣، وفيه أنها قراءة ابن مسعود أيضًا.
(٣) ينظر ما تقدم في ص ٣٢ - ٣٤.
(٤) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢٠٧ عقب الأثر (١٠٩٥) معلقًا.
(٥) اْخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢٠٧ عقب الأثر (١٠٩٥) من طريق ابن أبي جعفر به.