يقولُ تعالى ذكرُه: وإن ربَّك يا محمدُ لذو فضلٍ على الناسِ، بتركِه معاجلتَهم بالعقوبةِ، على معصيتِهم إياه وكفرِهم به، وذو إحسانٍ إليهم، في ذلك وفي غيرِه من نعمِه عندَهم، ولكن أكثرَهم لا يَشْكُرونه على ذلك؛ مِن إحسانِه وفضله عليهم، فيُخلصوا له العبادةَ، ولكنهم يُشْرِكون معه في العبادةِ ما يَضُرُّهم ولا يَنْفَعُهم، ومَن لا فضلَ له عندَهم ولا إحسانَ.
وقولُه: ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾. يقولُ: وإِن رَبَّك لَيعْلمُ ضمائرَ صدورِ خلقِه، ومكنونَ أنفسِهم، وخَفِيَّ أسرارِهم، وعلانيةَ أمورِهم الظاهرةِ، لا يَخْفَى عليه شيءٌ مِن ذلك، وهو مُحْصِيها عليهم، حتى يُجازِىَ جميعَهم بالإحسانِ إحسانًا، وبالإساءةِ جزاءَها.
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ: ﴿وَإِنَّ
(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١١٤ إلى المصنف وابن المنذر.