للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ﴾. يقولُ: بمشركى مماليكهم فيما رزقهم من المالِ (١).

والأزواج، ﴿فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ﴾. يقولُ: حتى يستووا (٢) هم في ذلك وعبيدُهم. يقولُ تعالى ذكرُه: فهم لا يرضَون بأن يكونوا هم ومماليكُهم فيما رزَقتُهم سواءً، وقد جعَلوا عبيدى شركائى في مُلكى وسلطاني.

وهذا مَثَلٌ ضرَبه اللهُ تعالى ذكرُه للمشركين باللهِ. وقيل: إنما عنَى بذلك الذين قالوا: إن المسيحَ ابن اللهِ. من النصارى.

وقولُه: ﴿أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: أفبنِعْمةِ اللهِ التي أنعَمها على هؤلاء المشركين من الرزقِ الذي رزَقهم في الدنيا، يَجْحَدون بإشراكِهم غيرَ اللَّهِ مِن خلقِه في سلطانِه ومُلْكِه؟

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ﴾. يقولُ: لم يكونوا يُشْرِكون عبيدَهم في أموالِهم ونسائهم، فكيف يُشرِكون عبيدى معى في سلطاني؟ فذلك قوله: ﴿أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ﴾ (٣).


(١) في م: "الأموال".
(٢) في ص، ف: "تسووا"، وفي ت ١: "يسووهم".
(٣) ذكره ابن كثير في تفسيره ٤/ ٥٠٥ عن العوفي، عن ابن عباسٍ، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٢٤ إلى ابن أبي حاتم.