للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد قيل: إِنَّ ﴿وَمَن﴾ في موضعِ خفضٍ عطفًا به على الكاف والميم في (١) قوله: ﴿وَجَعَلْنَا لَكُمْ﴾. بمعنى: وجعلنا لكم فيها معايش ولمن (٢) لستم له برازقين.

وأحْسَبُ أن منصورًا في قوله: هو الوحشُ. قصد هذا المعنى، وإياه أراد. وذلك وإن كان له وجهٌ في كلام العربِ، فبعيدٌ قليلٌ؛ لأنها لا تكادُ تُظاهِرُ على معنًى في حالِ الخفض، وربما جاء في شعرِ بعضهم في حال الضرورة، كما قال بعضُهم (٣):

هلَّا سأَلتَ بذى الجماجم عنهم … وأبي نُعَيم ذى اللِّواءِ المُحْرَقِ (٤)

فردَّ "أبا نُعَيْمٍ" على الهاء والميم في "عنهم". وقد بيَّنتُ قبحَ ذلك في كلامهم (٥).

القول في تأويل قوله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (٢١)﴾.

يقول تعالى ذكره: وما من شيءٍ مِن الأمطار إلا عندَنا خزائنُه، وما نُنَزِّلُه إلا بقدَرٍ لكل أرض، معلوم عندنا حده ومبلغه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن إدريسَ، قال: أخبرنا يزيد بن أبي زيادٍ، عن


(١) في ص، ت ١: "على".
(٢) في م، ت ١، ف: "من".
(٣) معاني القرآن للفراء ٢/ ٨٦.
(٤) في م: "المخرق".
(٥) تقدم في ٦/ ٣٤٦.