للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والذي هو أولَى بالصوابِ عندى مِن الأقوالِ فيه قولُ مَن قال: معناه: يا رجلُ. لأنها كلمةٌ معروفةٌ في عَكٍّ (١) فيما بلَغنى، وأن معناه فيهم: يا رجلُ، وأُنشِد لمتممِ بن نُويرةَ (٢):

هتفتُ بِطَهَ في القتالِ فلمْ يُجِبْ … فخِفتُ عليهِ أنْ يكونَ مُوائِلَا (٣)

وقال آخرُ (٤):

إن السَّفاهةَ طَهَ من خلائقِكم … لا بارَك اللهُ في القومِ الملاعينِ

فإذ كان ذلك معروفًا فيهم على ما ذكَرْنا، فالواجبُ أن يُوجَّهَ تأويلُه إلى المعروفِ فيهم مِن معناه، ولا سِيَّما إذا وافَق ذلك تأويلَ أهلِ العلمِ مِن الصحابةِ والتابعينِ.

فتأويلُ الكلامِ إذن: يا رجلُ، ما أنْزَلْنا عليك القرآن لتَشْقَى بإنزالِناه (٥) عليك، فنكلِّفَك ما لا طاقةَ لك به مِن العملِ.

وذُكِر أنه قيل له ذلك بسببِ ما كان يَلْقَى مِن النَّصَبِ والعَناءِ والسَّهِرِ في قيامِ الليلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن


(١) على: قبيلة يضاف إليها مخلاف باليمن. معجم البلدان ٣/ ٧٠٦.
(٢) ديوانه ص ١٣١.
(٣) الموائل: الطالب للنجاة. ينظر اللسان (و أ ل)
(٤) هو يزيد بن المهلهل، والبيت في التبيان، ٧/ ١٤٠، وتفسير القرطبي ١١/ ١٦٦.
(٥) في م: "ما أنزلناه".