للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليهم (١).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قَتادةَ قوله: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾: قضاءٌ قضَاه على القوم كما تسمَعون.

وقال آخرون: معنى ذلك: أخبَرْنا.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ﴾. قال: أخبَرْنا بني إسرائيل.

وكلُّ هذه الأقوالِ (٢) تعُودُ معانيها إلى ما قلتُ في معنى قوله: ﴿وَقَضَيْنَا﴾. وإن كان الذي اختَرنا من التأويل فيه أشبهَ بالصواب؛ لإجماع القرأة على قراءة قوله: ﴿لَتُفْسِدُنَّ﴾. بالتاء دون الياء، ولو كان معنى الكلام: وقضَينا عليهم في الكتاب. لكانت القراءةُ بالياء أولى منها بالتاء، ولكن معناه لما كان: أعلمناهم وأخبَرْناهم، وقلنا لهم، كانت التاءُ أشبهَ وأولى للمخاطبة.

وكان إفسادُ بني إسرائيلَ في الأرضِ المرَّةَ الأولى ما حدَّثني به [موسى بنُ] (٣) هارون، قال: ثنا عمرُو بنُ حمادٍ، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّديِّ في خبرٍ ذكَره عن أبي صالحٍ، وعن أبي مالكٍ، عن ابن عباسٍ، وعن مرّةَ، عن عبدِ اللهِ، أن الله عهد إلى بني إسرائيل في التوراة لتُفْسِدُنَّ في الأرض مرتين؛ فكان أول الفسادين قتلُ


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٦٣ إلى المصنف وابن أبي حاتم.
(٢) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "الأحوال".
(٣) سقط من النسخ. وهو إسناد دائر.