للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البيانِ بالوحيِ الذي أوحَيْناه إلى محمدٍ ، أن عبادتَها لا تَنْبَغِي [لأحدٍ، و] (١) لا تصلُحُ العبادةُ إلا للَّهِ الواحدِ القهارِ.

وقال ابنُ زيدٍ في ذلك ما حدَّثني به يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى﴾: فما انتَفَعوا به.

القولُ في تأويلِ قولِه ﷿: ﴿أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى (٢٤) فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى (٢٥) وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (٢٦)﴾.

قال أبو جعفرٍ : يقولُ تعالى ذكرُه: أم اشتَهى محمدٌ ما (٢) أعطاه اللَّهُ مِن هذه الكرامةِ التي أَكرَمه بها؛ من النبوَّةِ، والرسالةِ، وإنزالِ (٣) الوحيِ عليه، وتمنَّى ذلك، فأعطاه إياه ربُّه.

فللهِ ما في الدارِ الآخرةِ والأُولى - وهى الدنيا - يُعطِي مَن يشاءُ (٤) مِن خَلْقِه ما شاء، ويَحْرِمُ مَن يشاءُ (٤) منهم ما شاء.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني يونُسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى﴾. قال: وإن كان محمدٌ تَمَنَّى هذا، فذلك له؟

وقولُه: ﴿وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا﴾. يقولُ تعالى ذكرُه (٥): كثيرٌ مِن ملائكةِ اللَّهِ لا تَنْفَعُ شفاعتُهم عندَ اللَّهِ لمن شَفَعوا له شيئًا، إلا أن


(١) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "وأنه".
(٢) في الأصل: "بما".
(٣) في الأصل، م، ت ١: "أنزل".
(٤) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "شاء".
(٥) بعده في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "وكم من ملك في السماوات"، وفي م: "وكم من ملك في =