للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتوجيهِهم ذلك إلى معنى المصدرِ دونَ معنى الاسمِ. وإذ كان ذلك موجَّهًا إلى معنى المصدرِ، فالفصيحُ من كلامِ الغربِ فيما جاء من المصادرِ على "الفَعَلانِ" بفتحِ الفاءِ، تحريكُ ثانيه دونَ تسكينِه، كما وصَفتُ من قولِهم (١): الدَّرَجانُ، والرَّمَلانُ (٢). من درَج ورمَل (٣)، فكذلك الشَّنَآنُ من. شَنِئْتُه أَشْنُؤُه شَنَآنًا. ومن العربِ من يقولُ: شَنَانٌ. على تقديرِ "فَعَال" (٤)، ولا أعلَمُ قارئًا قرأ ذلك كذلك (٥)، ومن ذلك قولُ الشاعرِ (٦):

وما العيشُ إلا ما يَلَذُّ ويُشْتَهَى … وإنْ لام فيه ذو الشَّنَانِ وفَنَّدَا

وهذا في لغةِ من ترَك الهمزَ من "الشَّنَآنِ"، فصار على تقدير "فَعَالٍ"، وهو في الأصلِ (٧) "فَعَلانٌ".

ذكرُ من قال من أهلِ التأويلِ: ﴿شَنَآنُ قَوْمٍ﴾: بغضُ قومٍ

حدَّثني المثنى، قال: أخبرنا عبدُ الله بنُ صالحٍ، قال: ثنى معاويةُ بنُ صالحٍ، عن عليِّ بن أبى طلحةَ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ﴾: [لا يَحْمِلَنَّكم] (٨) بغضُ قومٍ (٩).


(١) بعده في الأصل: "الجمران والرقلان و"، وبعده في ص، ت ١: "الحمران والرملان و".
(٢) سقط من: الأصل، ص، ت ١.
(٣) في الأصل: "رقل".
(٤) في الأصل: "فعلان".
(٥) سقط من: الأصل.
(٦) هو الأحوص الأنصارى، والبيت في شعر الأحوص ص ٩٩.
(٧) بعده في الأصل: "على".
(٨) في الأصل: "يقول".
(٩) تقدم تخريجه في ص ٤٤.