للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورُفِع قولُه: ﴿يُؤْتُونَ النَّاسَ﴾. ولم يُنصَبْ بـ "إذن"، ومِن حُكْمِها أن تَنصِبَ الأفعالَ المُستقبَلةَ إذا ابتُدئَ بها الكلامُ؛ لأن معها فاءً، ومِن حُكْمِها إذا دخَل فيها بعضُ حروفِ العطفِ أن تُوَجَّهَ إلى الابتداءِ بها مَرَّةً، وإلى النَّقْلِ عنها إلى غيرِها أخرى، وهذا المَوضِعُ مما أُرِيدَ بالفاءِ فيه النقلُ عن "إذن" إلى ما بعدَها، وأن يكونَ معنى الكلامِ: أم لهم نصيبٌ [من المُلْكِ] (١) فلا يُؤتون الناسَ نَقِيرًا إذن.

القولُ في تأويلِ قولهِ جلَّ ثناؤُه: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾.

[قال أبو جعفرٍ، : يقولُ جلّ ثناؤُه] (٢): أم يًحسُدُ هؤلاء الذين أُوتوا نَصيبًا مِن الكتابِ من اليهودِ.

كما حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ﴾. قال: يهودُ (٣).

حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا أبو حُذَيفةَ، قال: ثنا شِبْلٌ، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ مثلَه.

حدَّثنا بِشْرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ مثلَه (٤).

وأمَّا قولُه: ﴿النَّاسَ﴾. فإن أهلَ التأويلِ اختَلَفوا في من عَنَى اللَّهُ جل ثناؤه


(١) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س.
(٢) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "يعني بقوله جل ثناؤه أم يحسدون الناس".
(٣) في م: "اليهود".
والأثر أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٩٧٨ (٥٤٦٥) من طريق ورقاء عن ابن أبي نجيح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٧٣ إلى عبد بن حميد وابن المنذر. وسيأتي بطوله في ص ١٥٩.
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٧٣ إلى المصنف. وستأتي بقيته في ص ١٥٦.