للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ﴾ ﴿وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ﴾ عقابَه، وأُنْذِرَ بِهِ مَن بلَغه مِن سائرِ الناسِ غيرِكم، إن لم ينْتَهِ إلى العمل بما فيه، وتحليلِ حلالِه، وتحريمِ حرامِه، والإيمانِ بجميعِه - نزولَ نقمةِ اللهِ به.

وبنحوِ الذي قلْنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ﴾: ذُكِر لنا أن نبيَّ اللهِ كان يقولُ: "يا أيُّها الناسُ، بَلِّغوا ولو آيةً من كتابِ اللهِ، فإنه مَن بلَغه آيةٌ من كتابِ اللهِ فقد بلَغه أمرُ اللهِ: [أخَذه أو ترَكه] (١) " (٢).

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ﴾: أن النبيَّ قال: "بَلِّغُوا عن اللهِ، فمَن بلَغَه آيةٌ من كتابِ اللهِ، فقد بلَغه أمرُ اللهِ" (٣).

حدَّثنا هنادٌ، قال: ثنا وكيعٌ، وحدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا أبي، عن موسى بن عُبيدةَ، عن محمدِ بن كعبٍ القُرَظَيِّ: ﴿لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ﴾. قال: مَن بلَغه القرآنُ فكأنما رأَى النبيَّ . ثم قرَأ: ﴿وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ﴾ (٤).


(١) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "أخذه أو تاركه"، وفى الدر المنثور: "أخذها أو تركها".
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٧ إلى المصنف وأبى الشيخ من طريق قتادة عن الحسن.
(٣) تفسير عبد الرزاق ١/ ٢٠٥. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسير ٤/ ١٢٧٢ (٧١٦٦) عن الحسن بن يحيى به وعزاء السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٧ إلى عبد بن حميد.
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة ١٠/ ٤٦٨ (١٠٠٠٧) عن وكيع به بلفظ: من قرأ. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٢٧١ (٧١٦٥)، من طريق وكيع وأبى أسامة وأبى خالد به، بزيادة وكلمة. في حديث أبي خالد. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٧ إلى ابن الضريس وابن المنذر وأبى الشيخ.