للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خَضِيرةٌ (١). إذا كانت تَرْمِي بيُسْرِها أَخْضَرَ قبل أن يَنْضَجَ. وقد اختُضِر الرجلُ واغْتُضِر: إذا مات شابًّا مُصَحَّحًا. ويقالُ: هو لك خَضِرًا مَضِرًا. أي: هنيئًا مَرِيئًا.

قولُه: ﴿نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا﴾. يقولُ: نُخْرِجُ مِن الخَضِرِ حبًّا.

يعني: ما في السُّنْبُلِ؛ سُنْبُلِ الحِنْطةِ والشَّعيرِ والأُرْزِ، وما أشْبَهَ ذلك مِن السَّنابلِ التي حَبُّها يَرْكَبُ بعضُه بعضًا.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال جماعةُ أهلِ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ مفضلٍ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ قولَه: ﴿مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا﴾: فهذا السُّنْبُلُ (٢).

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: ومِن النخلِ مِن طَلْعِها قِنْوانُه (٣) دانيةٌ. ولذلك رفِعت القِنْوانُ.

والقِنْوانُ جمعُ قِنْوٍ، كما الصِّنْوانُ جمعُ صِنْوٍ، وهو العِذْقُ (٤). يقالُ للواحدِ: هو قِنْوٌ وقُنْوٌ وقَنًا، يُثَنَّى قِنْوانِ، ويُجْمَعُ قِنْوانٌ وقُنْوانٌ. قالوا: في جمعِ قليلِه: ثلاثةُ أقْناءٍ. والقِنْوانُ مِن لغةِ الحجازِ. والقُنْوانُ مِن لغةِ قيسٍ. وقال امرُؤُ القيسِ (٥):


(١) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "خضرة".
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٣٥٨ (٧٧٠٣) من طريق أحمد بن المفضل به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٦ إلى أبي الشيخ.
(٣) في النسخ: "قنوان". والمثبت من معاني القرآن للفراء ١/ ٣٤٧.
(٤) العِذْق: هو بمنزلة العنقود من الكرم. المخصص ١١/ ١٠٧.
(٥) ديوانه ص ٥٧، وروايته: =