للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخطبَ، وهم الذين قالوا للمشركين ما أخبر الله جل ثناؤه عنهم أنهم قالوا لهم.

ذكرُ الأخبار بذلك عمَّن قاله

حدَّثنا ابن حُميدٍ، قال: ثنا سَلَمةُ، عن ابن إسحاقَ (١) قال: حدَّثني محمدُ بنُ أبى محمدٍ، عن عِكرمةَ، أو عن سعيدِ بن جُبَيرٍ، عن ابنِ عباسٍ، قال: كان الذين حَزَّبوا الأحزابَ من قريشٍ وغَطَفانَ وبنى قُرَيظةَ، حُيَيُّ بْنُ أَخطبَ، وَسَلَّامُ بنُ أَبى الحُقَيقِ [أبو رافعٍ] (٢)، والربيعُ [بنُ الربيعِ] (٣) بن أبى الحُقَيقِ، وأبو عمَّارٍ (٤)، ووَحْوَحُ بنُ عامرٍ، وهَوْذَةُ بنُ قَيسٍ؛ فأما وَحْوَحٌ، وأبو عمَّارٍ (٤)، وهَوْذَةُ؛ فمِن بني وائلٍ، وكان سائرُهم مِن بنى النَّضِيرٍ، فلما قَدِموا على قريشٍ، قالوا: هؤلاء أحبارُ يهودَ، وأهلُ العلم بالكُتُبِ الأُولِ، فسَلوهم: أدينُكم خيرٌ أم دينُ محمدٍ؟ فسألوهم، فقالوا: بل دينُكم خيرٌ مِن دينِه، وأنتم أهدَى منه وممن اتَّبعه. فأنزَلَ اللَّهُ فيهم: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ﴾. إلى قولِه: ﴿وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا﴾ (٥).

حدَّثنا بِشْرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ في قوله: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ﴾ الآية. قال: ذُكرِ لنا أن هذه الآية أُنزِلَت في كعبِ بن الأشرفِ، وحُيَيِّ بن أخطبَ، [ورجُلَيْن] (٦) مِن


(١) بعده في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "عمن قاله".
(٢) في م، والدر المنثور، ونسختين من سيرة ابن هشام: "وأبو رافع".
(٣) سقط من: م.
(٤) في م: "عامر".
(٥) سيرة ابن هشام ١/ ٥٦١، ٥٦٢، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٧٢ إلى المصنف وابن إسحاق. وذكره ابن كثير في تفسيره ٢/ ٢٩٥ عن ابن إسحاق به.
(٦) كذا في النسخ، وفى مصادر التخريج: "رجلين".