للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: أخبَرني عمرُو بنُ الحارثِ، أن درَّاجًا حدَّثه، أن أبا الهيثمِ حدَّثه، عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ، عن رسولِ اللَّهِ ، أن رجلًا قال له: يا رسولَ اللَّهِ، ما طوبى؟ قال: "شجرةٌ في الجنةِ مسيرةُ مائةِ سنةٍ، ثيابُ أهلِ الجنةِ تَخْرُجُ مِن أكمامِها" (١).

فعلى هذا التأويلِ الذي ذكَرنا عن رسولِ اللَّهِ الروايةَ به، يَجِبُ أن يَكونَ القولُ في رفعِ قولِه: ﴿طُوبَى لَهُمْ﴾. خلافَ القولُ الذي حكيْناه عن أهلِ العربيةِ فيه، وذلك أن الخبرَ عن رسولِ من أن طُوبى اسمُ شجرةٍ في الجنةِ، فإذ كان (٢) كذلك فهو اسمٌ لمعرفةٍ، كزيدٍ وعمرٍو، وإذ كان (٣) كذلك، لم يكنْ في قولِه: ﴿وَحُسْنُ مَآبٍ﴾. إلا الرفعُ عطفًا به على ﴿طُوبَى﴾.

وأما قولُه: ﴿وَحُسْنُ مَآبٍ﴾. فإنه يقولُ: وحُسْنُ منقلَبٍ.

كما حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا عمرُو بنُ عونٍ، قال: أخبَرنا هشيمٌ، عن جويبرٍ، عن الضحاكِ: ﴿وَحُسْنُ مَآبٍ﴾. قال: حُسْنُ مُنْقَلَبٍ (٤).

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (٣٠)﴾.


(١) أخرجه ابن أبي داود في البعث (٦٧)، وابن حبان (٧٤١٣)، والآجرى في الشريعة (٦٢٤)، من طريق ابن وهب به. وأخرجه أحمد (١١٦٧٣)، وأبو يعلى (١٣٧٤)، والخطيب في تاريخه ٤/ ٩٠، من طريق دراج به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٥٩ إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه. وينظر السلسلة الصحيحة (١٩٨٥).
(٢) بعده في ف: "ذلك".
(٣) بعده في م: "ذلك".
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٦٢ إلى المصنف.