للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحسنُ في الوجهِ (١).

حدَّثني المثنى، قال: ثنا إسحاقُ بنُ الحجاجِ، قال: ثنا إسحاقُ بنُ إسماعيلَ، عن سليمانَ بن أرْقمَ، عن الحسنِ، قال: رأيْتُ عثمانَ بنَ عفانَ على منبرِ رسولِ اللهِ عليه قميصٌ قُوهِيٌّ (٢) محلولُ الزِّرِّ، وسمعْتُه يَأْمُرُ بقتلِ الكلابِ، ويَنْهَى عن اللعبِ بالحمامِ، ثم قال: يا أيُّها الناسُ اتَّقوا الله في هذه السَّرائرِ، فإني سَمِعْتُ رسولَ اللهِ يقولُ: "والذي نفسِ محمدٍ بيدِه، ما عمل أحدٌ قطُّ سرًّا إِلا أَلْبَسَهُ اللَّهُ رِداءَ (٣) عَلانيةٍ، إن خيرًا فخيرًا، وإن شرًا فشرًا". ثم تلا هذه الآيةَ: (وريِاشًا). ولم يَقْرَأها: ﴿وَرِيشًا﴾ - ﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ﴾. قال: "السَّمْتُ الحسنُ" (٤).

وقال آخرون: هو خشيةُ اللهِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني الحارثُ، قال: ثنا عبدُ العزيزِ، قال: ثنا أبو سعدٍ المَدَنيُّ، قال: ثنى مَن سِمع عروةَ بنَ الزبيرِ يقولُ: ﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَى﴾: خشيةُ اللهِ (٥).

وقال آخرون: ﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَى﴾ في هذه المواضعِ سترُ العورةِ.


(١) ذكره ابن كثير في تفسيره ٣/ ٣٤٦ عن زياد بن عمرو به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٧٦ إلى المصنف.
(٢) القوهى: ضرب من الثياب، بيض، فارسي، منسوب إلى قوهستان. اللسان (ق و هـ).
(٣) في م: "رداءه".
(٤) ذكره ابن كثير في تفسيره ٣/ ٣٩٧ عن المصنف، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤٥٨ (٨٣٤٢) من طريق إسحاق به.
وأخرج الموقوف منه عبد الرزاق في مصنفه (١٩٧٣٣)، وأحمد ١/ ٥٤٣ (٥٢١)، والبخاري في الأدب المفرد (١٣٠١) من طرق عن الحسن، عن عثمان.
(٥) تقدم تخريجه في ص ١٢١.