للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذه ﴿أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ﴾. يَعْنُون أَنها أَخْلاطُ رُؤْيا كاذبةٍ، لا حقيقة لها.

وهي جمعُ ضِغْثٍ، والضِّغْتُ أصلُه الحُزْمةُ مِن الحَشيشِ، تُشَبَّهُ (١) بها (٢) الأحلامُ المختلطةُ، التي لا تأويل لها، والأحلامُ جمعُ حُلْمٍ، وهو ما لم يَصْدُقُ مِن الرُّؤْيا. ومِن الأضغاثِ قولُ ابن مقبلٍ (٣):

خَوْدٌ (٤) كأَنَّ فِراشَها وُضِعَت به … أضغاثُ رَيْحَانٍ غَداةَ شَمالِ (٥)

ومنه قولُ الآخرِ (٦):

يَحْمِي (٧) ذِمارَ (٨) جَنِينٍ (٩) قلَّ مانعُه (١٠) … طاوٍ كضِغْثِ الخَلَا في البطنِ مُكْتَمِنِ

وبنحوِ الذي قلْنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا عبدُ اللهِ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ﴾. يقولُ: مُشْتَبِهةٌ (١١).


(١) في ص، م، ت ٢، ف: "يشبه".
(٢) في ت ١، ت ٢، س: "به".
(٣) ديوان ابن مقبل ص ٢٦٠.
(٤) الخَوْدُ: الفتاة الحسنة الخلق الشابة ما لم تصر نَصَفًا، وقيل: الجارية الناعمة، والجمع: خوداتٌ وخُودٌ. اللسان (خ و د).
(٥) الشَّمالُ: الريحُ التي تهب من ناحية القطب. اللسان (ش م ل).
(٦) هو ابن مقبل أيضًا، والبيت في ديوانه ص ٣١٠.
(٧) في ت ١، س: "يحيى".
(٨) في ت ١، ت ٢، س: "دمار".
(٩) الجنين هنا يقصد به ولد الناقة. ينظر الديوان ص ٣١٠.
(١٠) في ص: "مانعةٍ"، وفى س: "مايعة". وفى الديوان: "ما معه".
(١١) عزاه الشوكاني في فتح القدير ٣/ ٣٢ إلى المصنف.