للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أي: إن ذكَّرناكم الله تطيَّرتم بنا؟! ﴿بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾ (١).

وقوله: ﴿بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾. يقولُ: قالوا لهم: ما بكم التطيُّرُ بنا، ولكنكم قومٌ أهلُ معاصٍ للَّهِ وآثامٍ، قد غلَبت عليكم الذنوبُ والآثامُ.

وقولُه: ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى﴾. يقولُ: وجاء من أقصى مدينةِ هؤلاء القومِ الذين أَرْسَلتُ إليهم هذه الرسلَ، رجلٌ يسعى إليهم، وذلك أن أهلَ مدينتِه هذه عزَموا واجْتَمعت آراؤُهم على قتلِ هؤلاء الرسلِ الثلاثةِ، فيما ذُكِر، فبلَغ ذلك هذا الرجلَ، وكان منزلُه أقصى المدينةِ، وكان مؤمنًا، وكان اسمُه، فيما ذُكِر، حبيبَ بنَ مُرَى.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك جاءت الأخبارُ.

ذكرُ الأخبار الواردةِ بذلك

حدَّثنا محمدُ بنُ بشارٍ، قال: ثنا مؤمَّلُ بنُ إسماعيلَ، قال: ثنا سفيانُ، عن عاصمٍ الأحولِ، عن أبي مِجْلَزٍ، قال: كان اسمُ صاحبِ "يس" حبيبَ بنَ مُرَى (٢).

حدَّثنا ابن حُميدٍ، قال: ثنا سلَمةُ، قال: كان من حديثِ صاحبِ "يس" فيما حدَّثنا محمدُ بن إسحاقَ، فيما بلَغه، عن ابن عباسٍ، وعن كعبِ الأحبارِ، وعن وهبِ بن منبهٍ اليمانيِّ، أنه كان رجلًا من أهلِ أنطاكيَةَ، وكان اسمُه حبيبًا، وكان يعملُ الجَريرَ (٣)، وكان رجلًا سقيمًا قد أَسْرَع فيه الجُذامُ، وكان منزلُه


(١) تقدم تخريجه في ص ٤١٦.
(٢) أخرجه المصنف في تاريخه ٢/ ٢١، وأخرجه سفيان الثورى في تفسيره - كما في فتح البارى ٦/ ٤٦٧ - عن عاصم به.
(٣) في ت ١، والتاريخ: "الحرير". والجرير: الحبال. ينظر التاج: (ج ر ر).