للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَتَنْكَحُ المرأةُ، ويُقْسَمُ (١) المالُ؟ قال: فَعَصاه فجاهَدَ" (٢).

ورُوِيَ عن عونِ بن عبدِ اللهِ في ذلك ما حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا حَبُّويه (٣) أبو يزيدَ، عن عبدِ اللهِ بن بكيرٍ، عن محمدِ بن سُوقةَ، عن عونِ بن عبدِ اللهِ: ﴿لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ﴾. قال: طريقَ مكةَ (٤).

والذي [قال عونٌ من ذلك] (٥)، وإن كان من صراطِ اللهِ المستقيمِ، فليس هو الصراطَ كلَّه. وإنما أخبرَ عدوُّ اللهِ أنه يقعُدُ لهم صراطَ اللهِ المستقيمَ، ولم يَخْصُصْ منه شيئًا دونَ شيءٍ. فالذى رُوِىَ في ذلك عن رسولِ اللهِ أشبهُ بظاهرِ التنزيلِ، وأوْلى بالتأويلِ؛ لأن الخبيثَ لا يَأْلو عبادَ اللهِ الصَّدَّ عن كلِّ ما كان لهم قُرْبةً إلى اللهِ ﷿.

وبنحوِ ما قلنا (٦) قال أهلُ التأويلِ في معنى "المستقيمِ" في هذا الموضعِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ﴾. قال: الحقَّ (٧).


(١) في الأصل: "يقتسم".
(٢) أخرجه أحمد ٢٥/ ٣١٥ (١٥٩٥٨)، والبخارى في التاريخ الكبير ٤/ ١٨٧، والنسائي (٣١٣٤)، وابن حبان (٤٥٩٣)، والطبراني في الكبير (٦٥٥٨)، والبيهقى في الشعب (٤٢٤٦).
(٣) في م: "حيوة"، وفى ف: "حبوة". ينظر الإكمال لابن ماكولا ٢/ ٣٥٨.
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٧٣ إلى المصنف وعبد بن حميد وأبي الشيخ.
(٥) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "قاله".
(٦) بعده في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "في ذلك".
(٧) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٧٢ إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر. وهو في تفسير مجاهد ص ٣٣٣ بلفظ: يعنى الإسلام، والدين الحق.