للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القولُ في تأويلِ قولِه ﷿: ﴿أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ (٣٩) أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (٤٠) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (٤١)﴾.

قال أبو جعفرٍ : يقولُ تعالى ذكرُه للمشركين به من قريشٍ: ألربِّكم أيُّها القومُ البناتُ ولكم البنونَ؟ ذلك إذن قسمةٌ ضِيزَى.

وقولُه: ﴿أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه لنبيِّه محمدٍ : أتسألُ هؤلاء المشركين الذين أرسَلْناك إليهم يا محمدُ، على ما تَدْعوهم إليه من توحيدِ اللَّهِ وطاعتِه، ثوابًا وعِوَضًا من أموالِهم، فهم من ثِقَلِ ما حمَّلْتَهم مِن الغُرمِ لا يقدرون على إجابتِك إلى ما تَدْعوهم إليه؟

كما (١) حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ﴾. يقولُ: هل سألتَ هؤلاء القومَ أجرًا جهِدهم (٢)، فلا يستطيعون الإسلامَ؟

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وَهبٍ، قال: قال ابنُ زيدِ في قولِه: ﴿أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ﴾. قال: يقولُ: أسأَلهم على هذا أجرًا، فأثقَلهم الذي [يَبْتَغِي أَجْرَه] (٣) منهم؟

وقولُه: ﴿أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: أم عندَهم علمُ الغيبِ، فهم يكتُبون ذلك للناسِ، [فيُثبِتون ما] (٤) شاءوا، ويُخبِرونهم بما أرادوا؟


(١) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك".
(٢) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "يجهدهم".
(٣) في ص: "يبتغي بأخذه"، وفي م: "يُبتغى أخذه"، وفي ت ١: "ينبغي أخذه"، وفي ت ٢: "ينبغي تأخذ"، وفي ت ٣: "ينبغي نأخذه".
(٤) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "فينبئونهم بما".