للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ مثلَه.

وأما الأشعارُ فجمعُ شَعَرٍ، تُثَقَّلُ عينُه وتُخَفَّفُ، وواحدُ الشَّعَرِ شَعَرَةٌ.

وأما الأثاثُ فإنه متاعُ البيتِ، لم يُسْمَعْ له بواحدٍ، وهو في أنه لا واحدَ له مثلُ المتاعِ. وقد حُكِى عن بعضِ النحويِّين أنه كان يقولُ: واحدُ الأثاثِ أثاثةٌ. ولم أَرَ أهلَ العلمِ بكلامِ العربِ يَعْرِفون ذلك، ومِن الدليلِ على أن الأثاثَ هو المتاعُ قولُ الشاعرِ (١):

أهاجَتْك (٢) الظَّعائنُ (٣) يومَ بانُوا … بذِى الرِّئْيِ (٤) الجميلِ مِن الأثاثِ

ويُرْوَى: بذى الزِّيِّ، وأنا أَرَى أن (٥) أصلَ الأثاثِ اجتماعُ (٦) بعضِ المتاعِ إلى بعضٍ، حتى يَكْثُرَ، كالشَّعَرِ الأثِيثِ، وهو الكثيرُ المُلْتَفُّ، يقالُ منه: أَثَّ شَعَرُ فلانٍ يَئِثُّ أثًّا. إذا كثُر والْتَفَّ واجْتَمع.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بن سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثني عمِّي، قال: ثنى أبي، عن


(١) هو محمد بن نمير الثقفى. والبيت في مجاز القرآن ١/ ٣٦٥، واللسان (رأى)، والكامل ٢/ ٢٣٩.
(٢) في الكامل، واللسان: "أشاقتك".
(٣) في ص: "الصغائن"، وفى ت ١، ت ٢، ف: "الضعائن".
(٤) في ف، والكامل: "الزى". وهو ما سيشير إليه المصنف عقب البيت.
(٥) سقط من: م، ت ١.
(٦) في ص، ت ١، ت ٢: "إجماع".