للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك عقوبةً من اللهِ لكم بما اجْتَرَمْتُم مِن الآثامِ فيما بينَكم وبينَ ربِّكم، ويَعْفُو لكم ربُّكم عن كثيرٍ من إجرامِكم، ولا يُعاقبكم بها.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني يعقوب بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا ابن عليةَ، قال: ثنا أيوبُ، قال: قرأتُ في كتابِ أبي قلابة قال: نزَلَت: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ [الزلزلة: ٧، ٨]، وأبو بكرٍ يَأْكُلُ، فأمْسَك فقال: يا رسولَ اللهِ، إنى لَراءٍ ما عمِلتُ مِن خيرٍ أو شرٍّ؟ فقال: "أرأيتَ ما رأيْتَ مما تَكْرَهُ، فهو من مَثاقيلِ ذرِّ (١) الشرِّ، وتُدَّخَرُ مثاقيلُ الخيرِ حتى تُعْطاه (٢) يوم القيامةِ" قال: قال أبو إدريسَ: فأَرَى مِصْداقها في كتابِ اللهِ. قال: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ (٣).

قال أبو جعفر: وحدَّث بهذا الحديثِ الهيثمُ بنُ الربيعِ؛ فقال فيه: أيوبُ، عن أبي قِلابةَ، عن أنسِ، أن أبا بكرٍ كان جالسًا عند النبيِّ . فذكَر الحديثَ، وهو غلطٌ، والصوابُ عن أبي إدريسَ (٤).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾ الآيةِ، ذُكِر لنا أن نبيّ اللهِ ما كان يقولُ: "لا


(١) في ت ٢: "ذل"، في ت ٣: "ذاك".
(٢) في ت ١، ت ٢، ت ٣: "يعطاه"
(٣) ذكره ابن كثير في تفسيره ٧/ ١٩٥ عن المصنف، وذكر بعضه الدارقطني في علله ١/ ٢٢٧.
(٤) أخرجه العقيلي ٤/ ٣٥٣، والطبراني في الأوسط (٨٤٠٧)، والبيهقى في الشعب (٩٨٠٨) من طريق الهيثم عن سماك بن عطية عن أيوب به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٨٠ إلى الحاكم وابن مردويه. وسيأتي في تفسير سورة الزلزلة.