للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني يونُسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: أخبَرني عبدُ الرحمنِ بنُ شُرَيْحٍ، عن يزيدَ بن أبي حَبيبٍ في هذه الآيةِ: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا﴾ الآية. قال: كانوا لا يَلْبَسون ثوبًا للجَمالِ، ولا يَأْكُلون طعامًا للَذَّةِ، ولكن كانوا يُريدون مِن اللِّباسِ (١) ما يَسْتُرون به عورتَهم، ويَكْتَنُّون به مِن الحرِّ والقَرِّ، ويُريدون من الطعامِ ما يَسُدُّ (٢) عنهم الجوعَ، وقوَّاهم على عبادةِ ربِّهم (٣).

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا حكَّامٌ، عن عَنْبَسةَ، عن العلاءِ بن عبدِ الكريمِ، عن يزيدَ بن مرةَ الجُعْفيِّ، قال: العلمُ خيرٌ مِن العملِ، والحسنةُ بينَ السيِّئتَيْن - يعنى: ﴿إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا﴾ - وخيرُ الأعمالِ (٤) أوساطُها (٥).

حدَّثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا مسلمُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا كعبُ بنُ فَرُّوخَ، قال: ثنا قتادةُ، عن مُطَرِّفِ بن عبدِ اللهِ، قال: خيرُ هذه الأمورِ أوساطُها، والحسنةُ بينَ السيئتَيْن. فقلتُ لقتادةَ: ما الحسنةُ بين السيئتَيْن؟ فقال: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا﴾ الآية (٦).

وقال آخرون: الإسرافُ هو أن تَأْكُلَ مالَ غيرِك بغيرِ حقٍّ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا سالمُ (٧) بنُ سعيدٍ، عن أبي مَعْدانَ، قال:


(١) في ص: "الطعام"، وفى ت ١: "الطعام ما سد الجوع ومن".
(٢) في م: "سد".
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٧٢٥ من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بنحوه مختصرًا.
(٤) في ص، ت ١، ت ٢: "العمل".
(٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٧٧ إلى المصنف.
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٧٢٧ من طريق قتادة به دون آخره، وأخرجه أبو نعيم في الحلية ٢/ ٢٠٩ من طريق إسحاق بن سويد، عن مطرف بنحوه.
(٧) في ت ٢: "مسلم".