للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ﴿وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ﴾: كان هذا الحيُّ من العربِ أذلَّ الناسِ ذلًّا، وأشقاه عيشًا، وأبينَه ضلالةً، وأعْراهُ جلودًا، وأجوعَه بطونًا، مَكْعُومين (١) على رأسِ حجرٍ بين الأسدَين فارسَ والرومِ، لا والله، ما في بلادِهم يومئذٍ مِن شيءٍ يُحْسَدُون عليه، من عاش منهم عاش شقيًّا، ومن مات رُدِّى في النار، يُؤكلون ولا يأكُلون، والله ما نَعْلَمُ قبيلًا يومئذٍ من حاضرِ الأرض كانوا فيها أصغَرَ حظًّا وأدقَّ فيها شأنًا منهم، حتى جاء اللَّهُ ﷿ بالإسلام، فورَّثكم به الكتابَ، وأحلَّ لكم به دارَ الجهادِ، ووضَع لكم به من الرزق، وجعلكم به ملوكًا على رقابِ الناس، وبالإسلام أعطى الله ما رأيتم، فاشكُروا نعمه (٢)، فإن ربَّكم مُنْعِمٌ يُحِبُّ الشاكرين، وإن أهلَ الشكر في مزيدِ اللهِ، فتعالى ربُّنا وتبارَك (٣).

حدَّثني المثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا عبدُ الله بن أبى جعفرٍ، عن أبيه، عن الربيع بن أنس قوله: ﴿وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ﴾. يقولُ: كنتم على الكفر باللهِ، ﴿فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا﴾: من ذلك وهداكم إلى الإسلام.

حدَّثنا محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ المفضلِ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ: ﴿وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا﴾: محمد . يقولُ:


(١) في م: "معكومين"، وكعم البعير: شدَّ فاه في هياجه لئلا يعض أو يأكل، وكعمه الخوف: أمسك فاه. اللسان (ك ع م).
(٢) في س: "نعمة الله".
(٣) ذكره ابن كثير في تفسيره ٣/ ٥٨١ عن قتادة به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٧٧ إلى المصنف وابن المنذر وأبى الشيخ.