للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل: عنَى بالذين أُوتوا العلم [أصحاب رسول الله .

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ﴿وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ﴾. قال] (١): أصحابُ محمدٍ (٢).

وقولُه: ﴿وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾. يقولُ: ويُرْشِدُ مَن اتَّبَعَه، وعمل بما فيه إلى سبيل الله، ﴿الْعَزِيزِ﴾ في انتقامه من أعدائه، ﴿الْحَمِيدِ﴾ عند خلقه؛ بأيَاديه عندَهم، ونِعَمِه لدَيهم. وإنما يعنى أن الكتاب الذي أُنزل إلى (٣) محمدٍ يَهْدى إلى الإسلامِ.

القول في تأويل قوله جلَّ وعزَّ: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (٧)﴾.

قال أبو جعفر : يقولُ تعالى ذكرُه: وقال الذين كفَروا بالله وبرسولِه محمدٍ ، مُتَعجِّبين من وعدِه إيَّاهم البعثَ بعدَ المماتِ، بعضُهم لبعض: ﴿هَلْ نَدُلُّكُمْ﴾ أيُّها الناسُ، و ﴿عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾. يقولُ: يخبرُكم أنكم بعدَ تَقَطُّعِكم في الأرضِ بِلًى (٤)، وبعدَ مصيركم في الترابِ رُفاتًا، عائدون كهيئتكم (٥) قبل المماتِ خلقًا جديدًا.


(١) سقط من: الأصل.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٢٦ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٣) في م: "على".
(٤) في م: "بلاء".
(٥) في ت ٢، ت ٣: "لهيئتكم".