للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني المثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا عبدُ اللهِ بنُ أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الربيعِ بن أنسٍ، قال: نزَلت سورةُ "المائدةِ" على رسولِ اللهِ في المَسيِر في حَجَّةِ الوداعِ وهو راكبٌ راحلتَه، فبرَكت به راحلتُه مِن ثِقَلِها (١).

وقال آخرون: ليس ذلك بيومٍ معلومٍ عندَ الناسِ، وإنما معناه: اليومُ الذي أعلَمُه أنا دونَ خلقِى، أكمَلتُ لكم دينَكم.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾. يقولُ: ليس بيومٍ معلومٍ يَعْلَمُه الناسُ (٢).

قال أبو جعفرٍ: وأولى الأقوالِ في وقتِ نزولِ هذه الآيةِ القولُ الذي رُوِى عن عمرَ بن الخطابِ، أنها نزَلت يومَ عرفةَ، يومَ جُمُعَةٍ؛ لصحةِ سندِه ووَهْي أسانيدِ غيرِه.

القولُ في تأويلِ قولِه جل ثناؤه: ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ﴾.

قال أبو جعفرٍ محمدُ بنُ جرير : يعنى تعالى ذكرُه بقولِه: ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ﴾: فمن أصابه ضُرٌّ ﴿فِي مَخْمَصَةٍ﴾. يعني: في مجاعةٍ.

وهى مَفْعَلَةٌ، مثلُ المَجبَنةِ والمَبْخَلَةِ والمَنَجَبةِ، مِن خَمْصِ البطنِ، وهو اضْطمارُه،


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور (٢/ ٢٥٢) إلى المصنف، وينظر تفسير ابن كثير (٣/ ٢٥).
(٢) ذكره ابن كثير في تفسيره (٣/ ٢٥).