للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْعَالَمِينَ﴾. فحجَّ المؤمنون وقعَد الكفارُ (١).

وقال آخرون: معنى ذلك: ومَن كفَر بهذه الآياتِ التي في مَقامِ إبراهيم.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾. فقرأ: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا﴾ [آل عمران: ٩٦]. فقرَأ حتى بلغ: ﴿مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ﴾. قال: مَن كفَر بهذه الآياتِ: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾. ليس كما يقولون: إذا لم يحُجَّ، وكان غنيًّا، وكانت له قوةٌ، فقد كفَر بها. وقال قومٌ من المشركين: فإنا نكفُرُ بها ولا نفعَلُ. فقال اللهُ ﷿: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ (٢).

وقال آخرون بما حدَّثنى إبراهيمُ بنُ عبدِ اللَّهِ بن مسلم، قال: أخبَرنا أبو عمرَ الضريرُ، قال: ثنا حمادٌ، عن حبيبِ بن أبي بقيَّةَ، عن عطاءِ بن أبي رباحٍ في قولِه: ﴿وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾. قال: مَن كفَر بالبيتِ (٣).

وقال آخرون: كفرُه به تركُه إيَّاه حتى يموتَ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنى أحمد بنُ المفضَّلِ، قال: ثنا أسباطُ، عن


(١) أخرجه البيهقى ٤/ ٣٢٤، ومعرفة السنن والآثار ٣/ ٤٦٨، ٤٦٩ (٢٦٥٢) من طريق ابن أبي نجيح. بنحوه، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٥٧ إلى المصنف، وعبد بن حميد.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٥٧ إلى المصنف مختصرًا.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٥٧ إلى المصنف وعبد بن حميد.