للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا مُسَّ تَهَشَّم وتفَتَّت. قال: هو مِن الرُّطَب هضيمٌ، تَقْبِضُ عليه فتَهْضِمُهُ (١).

وقال آخرون: هو الرَّطَبُ الليِّنُ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا هَنَّادٌ، قال: ثنا أبو الأحوصِ، عن سِماكٍ، عن عكرمةَ قولَه: ﴿وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ﴾. قال: الهضيمُ الرَّطْبُ الليِّنُ (٢).

وقال آخرون: هو الراكبُ بعضُه بعضًا.

ذكرُ مَن قال ذلك

حُدِّثْتُ عن الحسينِ، قال: سمِعْتُ أبا معاذٍ يقولُ: أخبَرنا عبيدٌ، قال: سَمِعْتُ الضحاكَ يقولُ في قولِه: ﴿طَلْعُهَا هَضِيمٌ﴾: إذا كثُر حَمْلُ النخلةِ، فركِب بعضُه (٣) بعضًا، حتى نقَص بعضُه (٢) بعضًا، فهو حينَئِذٍ هَضيمٌ (٤).

وأولى الأقوالِ في ذلك بالصوابِ أن يقالَ: إنَّ الهضيمَ هو المُنْكَسِرُ من لينِه ورُطوبتِه، وذلك من قولِهم: هضَم فلانٌ فلانًا (٥) حقَّه. إذا انْتَقَصه وتحَيَّفه، فكذلك الهَضْمُ في الطَّلْعِ، إنما هو التنقُّصُ منه مِن رطوبتِه ولينِه، إما بمسِّ الأيدى، وإما بركوبِ بعضِه بعضًا، وأصلُه "مفعولٌ"، صُرِف إلى "فعيلٍ".


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٨٠٢ من طريق حجاج به.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٨٠١ من طريق أبى الأحوص به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٩٢ إلى سعيد بن منصور.
(٣) في ص، م، ت ١: "بعضها".
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٨٠٢ من طريق أبي معاذ به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٩٢ إلى عبد بن حميد.
(٥) سقط من: م.