للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابن المثنى، قال: ثنا عبد الوهاب، قال: ثنا داود، عن عامر، عن مسروق في هذه الآية: ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مَّنْ بَنِي إِسْرَاءِيلَ عَلَى مِثْلِهِ﴾، فخاصم به الذين كفروا من أهل مكة، ﴿مِثْلِهِ﴾ (١): التوراة مثلُ القرآنِ، وموسى مثل محمد صلَّى الله عليهما وسلَّم.

حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا عبد الأعلى، قال: سُئِل داود عن قوله: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ﴾ الآية، قال داود: قال عامر: قال مسروق: والله ما نزلت في عبدِ اللَّهِ بن سَلَام، ما نزلت إلا بمكةَ، وما أسلم عبد الله إلا بالمدينة، ولكنها خصومة خاصم محمد بها قومه، قال: فنزلت: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ﴾، قال: فالتوراة مثل القرآن، وموسى مثل محمد ، فآمنوا بالتوراة وبرسولهم، وكفَرتُم (٢).

حدثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا ابن إدريس، قال: سمعتُ داود بن أبي هندٍ، عن الشعبي، قال: أناس يزعمون أن شاهدًا من بنى إسرائيل على مثله، عبدُ اللَّهِ بنُ سَلَامٍ، وإنما أسلم عبد اللهِ بنُ سَلَام بالمدينة، وقد أخبرني مسروق أن "آل حم" إنما نزلت بمكةَ، وإنما كانت مُحاجَّة رسول الله قومه، فقال: ﴿أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾، يعنى القرآنَ، ﴿وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ﴾، فآمن موسى ومحمد على الفرقانِ.

حدَّثني أبو السائبِ، قال: ثنا ابن إدريسَ، عن داود، عن الشعبيِّ، قال: إن


(١) سقط من: م.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٩ إلى المصنف وابن أبي حاتم.