للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقولُه: ﴿وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾. يقولُ: وعملُ هؤلاءِ المشركين يَبورُ، فيبطُل فيذهَبُ؛ لأنه لم يكنْ للهِ، فلم ينفعْ عاملَه.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذِكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾. أي: يفسُدُ (١).

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا سفيانُ، عن ليثِ بن أَبِي سُلَيْمٍ، عَن شَهْرِ بن حَوْشَبٍ: ﴿وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾. قال: هم أصحابُ الرياءِ (٢).

حدَّثني محمدُ بنُ عمارة، قال: ثنا سهلُ بنُ عامرٍ، قال: ثنا جعفرٌ الأحمرُ عن ليثٍ، عن شَهْرِ بن حَوْشَبٍ في قولِه: ﴿وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾. قال: هم أصحابِ الرياءِ.

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وَهْبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: ﴿وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾. قال: بَارَ فلم ينفعهْم، ولم ينتفعوا به، وضرَّهم (٣).

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ


(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٣٤ عن معمر عن قتادة، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٤٦ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٢) أخرجه سعيد بن منصور - كما في الدر المنثور ٥/ ٢٤٦ - ومن طريقه البيهقي في الشعب (٦٨٤٧) عن سفيان به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٤٦ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٤٦ إلى ابن أبي حاتم.