للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإنجائِه المصدِّقَ به، ﴿وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ﴾. يقولُ: وإن المكذِّبين به منهم لفي شَكٍّ من حقيقَتِه، أنه من عندِ اللهِ، ﴿مُرِيبٍ﴾. يقولُ: يُريبُهم فلا يدْرُونَ أحقٌّ هو أمْ باطلٌ؟ ولكنَّهم فيه مُمتَرونَ.

القولُ في تأويلِ قولِه ﷿: ﴿وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (١١١)﴾.

اختلَفت القرأةُ فى قراءةِ ذلك؛ فقرأَتْه جماعةٌ مِن قرأةِ أهلِ المدينةِ والكوفةِ: ﴿وَإِنَّ﴾ مُشدَّدةً، ﴿كُلًّا لَمَّا﴾ مُشدَّدةً (١).

واختلَف أهلُ العربيةِ فى معنى ذلك [إذا قُرِئَ كذلك] (٢)؛ فقال بعضُ نحويِّى الكُوفيين: معناه -إذا قُرِئَ كذلك-: وإِنَّ كلًّا لَمِمَّا ليوفِيَنَّهم رَبُّك أعمالَهم، ولكن لما اجتَمَعت الميماتُ حُذِفت واحدةٌ، فبَقِيت ثِنتانِ، فأُدْغِمَت واحدةٌ فى الأخرَى، كما قال الشاعرُ (٣):

وإني لَمِمَّا (٤) أُصْدِرُ الأَمْرَ وَجْهَهُ … إذَا هُوَ أعيا بالسَّبيلِ (٥) مَصَادِرُه

ثم تُخفَّفُ. كما قرَأ بعضُ القرأةِ: ﴿وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ﴾ [النحل: ٩٠]. بحذفِ (٦) الياءِ مع الياءِ (٧)، وذكَر أن الكسائيَّ أنشَده (٣):


(١) هي قراءة حمزة وابن عامر وحفص. السبعة لابن مجاهد ص ٣٣٩، ٣٤٠، والنشر ٢/ ٢١٨، ٢١٩، والكشف ٢/ ٥٣٦، ٥٣٧، وحجة القراءات ص ٣٥٠.
(٢) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف.
(٣) البيت فى معانى القرآن للفراء ٢/ ٢٩ غير منسوب.
(٤) فى م: "لما".
(٥) فى م: "بالنبيل".
(٦) في م: "يخفف".
(٧) ينظر معانى القرآن ٢/ ٢٩، وهي قراءة شاذة.