للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقولُه: ﴿لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ﴾، قيل: إنهم يُؤْذَنُ لهم في الكلامِ حينَ يُمَرُّ (١) بأهلِ النارِ إلى النارِ، وبأهلِ الجنةِ إلى الجنةِ.

حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا المعتمرُ بن سليمانَ، عن أبيه، قال: ثنا أبو عمرٍو الذي يَقُصُّ في طَيِّئ، عن عكرِمةَ، وقرَأ هذه الآية: ﴿إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا﴾. قال: يُمَرُّ بأُناسٍ مِن أهلِ النارِ على ملائكةٍ، فيقولون: أين تَذْهَبون بهؤلاءِ؟ فيقالُ: إلى النارِ. فيقولون: بما كسَبَت أيديهم، وما ظَلَمَهم اللهُ. ويُمرُّ بأناسٍ مِن أهلِ الجنةِ على ملائكةٍ، فيقال: أين تَذْهبون بهؤلاءِ؟ فيقولون: إلى الجنةِ. فيقولون: برحمةِ اللهِ دخَلْتُم الجنةَ. قال: فيُؤْذَنُ لهم في الكلامِ. أو نحوَ ذلك.

وقال آخرون: ﴿إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ﴾ بالتوحيدِ، ﴿وَقَالَ صَوَابًا﴾ في الدنيا، فوحَّد الله.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابنُ عباسٍ في قولِه: ﴿إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا﴾. يقولُ: إلا مِن أذن له الربُّ بشهادةِ ألا إلهَ إلا اللهُ، وهى مُنْتَهَى الصوابِ (٢).

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثنى الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن نجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَقَالَ صَوَابًا﴾. قال: قال حقًّا في الدنيا وعمل به (٣).


(١) في م: "يؤمر".
(٢) أخرجه البيهقى في الأسماء والصفات (٢٠٦) من طريق أبي صالح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣١٠ إلى ابن المنذر.
(٣) تفسير مجاهد ص ٦٩٦، وأخرجه الفريابي - كما في تغليق التعليق ٤/ ٣٥٩ - عن ورقاء به، وعزاه =