للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وغيرِ ذلك مِن أسبابِ المِلْكِ.

وقولُه: ﴿لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾. يقولُ تعالى ذكْرُه: إنا أحلَلْنا لك يا محمدُ أزواجَك اللَّواتى ذكَرنا في هذه الآيةِ، وامرأةً مؤمنةً إن وهَبَت نفسَها للنبيِّ، إن أرادَ النبيُّ أن يستنكحَها؛ لكيلا يكونَ عليك إثمٌ وضيقٌ في نكاحِ مِن نكحتَ مِن هؤلاء الأصنافِ، التي أبحتُ لك نكاحهنَّ، مِن المسمَّياتِ في هذه الآيةِ، ﴿وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا﴾ لك ولأهلِ الإيمانِ بك، ﴿رَحِيمًا﴾ بك وبهم، أن يعاقبَهم على سالفِ ذنبٍ منهم، سَلَف بعدَ توبتِهم منه.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى ﴿تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (٥١)﴾.

اختلَف أهلُ التأويلِ في تأويلِ قولِه: ﴿تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ﴾؛ فقال بعضُهم: عنى بقولِه: ﴿تُرْجِي﴾: تؤخِّرُ، وبقولِه: ﴿وَتُؤْوِي﴾: تَضُمُّ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قوله: ﴿تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ﴾. يقولُ: تُؤخِّرُ (١).


(١) أخرجه ابن أبي حاتم - كما في تغليق التعليق ٤/ ٢٨٥، والإتقان ٢/ ٣٧ - من طريق أبي صالح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢١١ إلى ابن المنذر وابن مردويه.