للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال بعضهم: هي دوابٌّ سودٌ صغارٌ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن أبي بكرٍ، قال: سمِعتُ سعيدَ بنَ جبيرٍ والحسنَ قالا: القُمَّلُ دوابُّ سودٌ صغارٌ (١).

وكان بعضُ أهل العلمِ بكلامِ العربِ مِن أهلِ البصرةِ (٢) يزعُمُ أَنَّ القُمَّلَ عندَ العربِ الحَمْنانُ. والحَمْنانُ ضَرْبٌ مِن القِرْدانِ (٣) واحِدَتُها حَمْنانَةٌ. وهى صغارُ القِردانِ فوقَ القَمْقامَةِ. والقُمَّلُ جمع واحدتُها قُمَّلَةٌ، وهى دابةٌ تُشْبِهُ القَمْلَ تأكُلُها الإبلُ فيما بلغنى، وهى التي عناها الأعشَى في قولِه (٤):

قَوْمٌ يُعالِجُ قُمَّلًا أَبْناؤُهُمْ … وَسَلَاسِلًا أُجُدًا وَبَابًا مُؤصَدًا

وكان الفرَاءُ يقولُ (٥): لم أسمعْ فيه شيئًا، فإِن (٦) يَكُنْ جمعًا فواحِدُه قامِلٌ، مثلَ ساجدٍ وراكعٍ، وإن يكنِ اسمًا على معنى جمعٍ، فواحدتُه قمَّلةٌ.

[وقال بعضُهم: هو مِن الجِعْلانِ] (٧).


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٥٤٧ (٨٨٧٢) من طريق عامر الأحول عن الحسن، وذكره ابن كثير في البداية والنهاية ٢/ ٩٦ عن سعيد بن جبير والحسن.
(٢) هو أبو عبيدة في مجاز القرآن ١/ ٢٢٦.
(٣) القردان: واحده القُراد، دويْبَّة متطفلة من المفصليات ذات أربعة أزواج من الأرجل تعيش على الدواب والطيور وتمتص دمها. الوسيط (ق ر د). والقُراد أول ما يكون وهو صغير لا يكاد يرى من صغره، يقال له: قمقامة، ثم يصير حمنانة، ثم قرادا. اللسان (قمقم، ح م ن).
(٤) ديوانه ص ٢٣١.
(٥) تهذيب اللغة ٩/ ١٨٦.
(٦) بعده في م: "لم".
(٧) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف. والجعلان: واحده الجُعَل، حيوان كالخنفساء يكثر في المواضع الندية. اللسان (ج ع ل).